عن أمثال دارفور - مأخوذ من موقع شمال دارفور

قامت شركة يانا إنترناشيونال بتصميم موقع لولاية شمال دارفور- لعلم الأعضاء الأعزاء ، شركة يانا إنترناشيونال شركة تعمل في مجال تقنية المعلومات على رأسها شخصي و د. الدين الموضوع أدناه قمت في وقت سابق بتحريره و إضافته للموقع وهو في الأساس من دراسة للأستاذة/ شادية محمد الزالكي.. قمنا أيضاً بترجمته للغة ألإنجليزية، إليكم الموضوع بالعربي:
ا
لخلفية الثقافية لتكوين الأمثال وتداولها :
يعتبر المثل أحد مكونات الثقافة اللا مادية الشائعة الاستعمال في الحياة اليومية، وإن كان أقلها جذباً للإنتباه وذلك لشيوعه وكثرة استعماله عند الناس. فالأمثال كما وصفها ابن عبده ربه في كتابه العقد الفريد " هي مصدر الكلام وجوهر اللفظ وحلي المعاني التي تخيرتها العرب وقد سنها العجم ونطق بها في كل زمان ومكان وعلى كل لسان، فهي أبقى من الشعر وأشرف من الخطابة لم يسر شيء سيرها، ولا عم عمومها حتى قيل أسير من مثل. وهو عند قدماء اللغويين " نوع من أنواع الأدب يمتاز بإيجاز اللفظ وحسن المعنى ولفظ التشبيه وجودة الكناية، ولا تكاد تخلو منها أمة من الأمم. من هذا يتضح لنا أن المثل نتاج فردي صاغه عقل فرد مجهول علي صياغة الحكم والأمثال إلا أن جمهور الشعب هم الذين أذاعوه وروجوه وأصبح أو كما يقال فهو حكمة الجماعة وإنتاج الفرد.
البعد البشري في ولاية دارفور الكبرى هو مجموعات من القبائل العربية والإفريقية نشأت وتطورت بينها ثقافات متنوعة وثقافات أخرى وفدت من الخارج وكان لتمازج هذا الخليط أثر واسع غطى كل البناء الثقافي، وكانت الأمثال الشعبية في دارفور واحدة من الميادين التي طالها التأثير، وتتميز الثقافة الدارفورية بهذه الأمثال التي ألفت في كتب خاصة طلاب اللغة العربية بالجامعات وذلك لتقارب العامية مع الفصحى في كثير من الكلمات.
والبقاء والحياة، ويمكن لكل فرد أن يؤدي دوره بالصورة التي يرسمها ويرضاها هذا المجتمع. وهذه الضوابط والقوانين التي تحكم الحياة الاجتماعية ما هي الا قواعد اتفق أفراد المجتمع على مراعاتها والحرص على استمرارها. فالقيم التي يؤديها المجتمع والمعايير السائدة فيه والصلات التي تربط أفراده، يحث المجتمع الأفراد على التمسك بها ويراقب تنفيذها فيجد من يحترمها ويعمل بها احترام وتقدير المجتمع، ويلقي الخارج عليها الاستهجان والاستنكار من قبل المجتمع وهذا ما يعرف بالجزاء الاجتماعي مثال: "اثنين كان قالوا ليك راسك مافي ألمسه" ،إن عملية الضبط الاجتماعي عملية تلقائية تنشأ بوجود الأفراد في مجتمع ما، وهو نوع من أحداث التحكم الاجتماعي لهذا المجتمع عن طريق الأمثال.
2/ الإقناع والحجة:
تمثل الأمثال جانباً من الإقناع والحجة فنحن عندما نفشل في إقناع الشخص فإننا غالبا ما نلجأ الي المثل الشعبي حتى يعبر عن التجربة السابقة في الحال، وطالما تعارف الناس على أوضاع اجتماعية وسمات خلقية معينة فإن المثل يؤثر فيهم تأثيراً بالغاً. مثال:" الجمرة بتحرق الواطيها ".
3/ عكس الأخلاقيات والحكم :
وتعتبر الأمثال مهمة في أدب القوم إذ هي مرآة تنعكس منها أخلاقياتهم وعاداتهم. فالمثل الشعبي هو خلاصة تجارب وخبرات صبت في كلمات موجزة تؤدي في مناسبات تفتقر الي مثل هذه الشعارات الحكمية مثال " الجري والطيران غلب النعام".
4/ الوظيفة القانونية :
المثل كقاعدة قانونية يحتل مكاناً بارزاً في المجتمعات التي ليس لها قانون وضعي والتي لا تعمل به حيث يستخدمه قاضي المحكمة وأعضــاء المحكمة( الأجاويد) لإبــراز آرائهم: " العترة بتصلح المشية، فيه اعتراف بأنه الا يجب أخذ الإنسان من أول خطأ يقع فيه، وكذلك في المثل " الجايات أكثر من الرايحات" ، نوع من روح التسامح.
5/ الترفيه بالأمثال:
شاركت الأمثال غيرها من عناصر الفولكور في الترفيه عن الأفراد، وإدخال البهجة والسرور عليهم مخففة بذلك من أعباء الحياة اليومية للإنسان فتظهر له المعاناة في صورة كاركاتيرية ضاحكة تزيل عنه الهم وتعيد إليه توازنه مثل " أخوك كان زينوه بل راسك " " والقرد كان ركبوه وراء ينط يركب قدام " وهكذا فإن الأمثال بما تؤديه من وظائف حيوية وهامة للمجتمع، وما تنطوي عليه من معاني لها دلالاتها، ومن أحداث لها أهميتها جديرة بأن تجد الاهتمام الذي يبرز قيمتها ويوضح دورها الذي لم يتلفت أليه رغم أهميته. من ناحية أخرى تمثل رغبات الأفراد أغراضاً مباشرة لاستخدام الأمثال وهذه تمثل رغبات دائمة يحس بها الإنسان.,
إذن هذه الأمثال أوجدها المجتمع لتؤدي وظائف غايتها إشباع احتياجات الأفراد فيه، وذلك يعتمد المجتمع على تنظيم سير الحياة،واستمرارها وفق تنشئته، ورؤيته، وتجاربه. وبذلك يصبح المجتمع معافاً سليماً تكتمل فيه التوازنات في كل شيء كذلك نجد أن للتجانس الصوتي صفة عالمية فأول ما يلفت النظر في صفة المثل، وله صور متعددة أهمها تكرار اللفظ، أو ترديد أحرف متشابهة الجرس داخل العبارة. أما الموسيقى الداخلية للمثل التي تعتمد على الجناس بين الكلمات والمقاطع المتشابهة، أو القافية الموحدة ولا تخطئتها الأذن فتزيد من جمال الصورة، وقوة المعاني والتأثير على المسامع كقولهم "الأقارب عقارب"، وقد يستخدم المثل المقابلة لقوة التأثير كقولهم "المسكين سكين".
ج- البناء الوظيفي للمثل في دارفور:
النظرية البنائية الوظيفية تهتم بالنظم الاجتماعية والعلاقات التي تنشأ فيه وتبني تصوراتها على ما يسمى بالتصور العضوي للمجتمع بمعنى أنها تنظر للمجتمع بوصفه يشبه الكائن الحي. واستخدمت النظرية مفهوم التساند التي تناولت البنية الاجتماعية حيث ترى أن المجتمع يتكون من أجزاء، ولكل جزء من هذه الأجزاء وظيفة داخل الكل من خلال الأجزاء والمكونات وتسمى العلاقات الاجتماعية. من المعروف أن الأمثال الشعبية في دارفور أثرت في عامة الســـودان، وكذلك الأمثال الشعبية في السودان أثــرت في الأمثال الشـــعبية في دارفــور..
مشراط و لا بنفع في نبّاتي الشرط أو التخدير لا ينفع مع العفريت، وهذا دلالة على أنه لا ينفع الحذر مع العناد".
" ما تشيل راس ميت تبلى بيهو ". لا تحمل الميت لوحدك فتبتلي بذلك، ويضرب هذا المثل لكي لا يتصدر الإنسان الأمور التي لا تهمه فقد تجلب له المصائب وهذا مثل دارفوري صار متداولاً في كل أنحاء السودان.
هذه المجموعة من الأمثال الشعبية قد ركزت على قيم بعينها ومن جنس السبب كان رد الفعل تجاه الأسباب، وكان الإنصراف الي هذه الأمثال لتصحيح السلوك وثبات القيم مستعينا بالطبيعة والأشكال والصور والكلمات كوسيلة من الوسائل التي اتخذها إنسان دارفور لتأليف الأمثال الشعبية لدفع الضرر وجلب الخير. إن المثل الدارفوري عبارة عن سجل خالد للعادات والتقاليد في سالف الزمان، وهو أداة تعليمية لها خطرها في المجتمعات البشرية.
بعض النماذج لأمثال دارفور
1- نٍمر كَان ماتت كُلو جلدايتو أرقطْ
2- دُوانى ماَ بمشى لَبيْر
3- كديسه ما بِنْشَال في طبق
4- أبَوالقَدح بَعْرفي مَحل بَعضي أخيّو
5- شَدَره كَان مَالت بِتَكي في أخيّوْ
6- المُفَنْقَل بَسروالو و الكريم بأم إيالو
7- دُنْيا دَبَنْقَا دَرْدقُو بِشيش
8- جَقْلّو مَامشِى عُرجّه
9- الديّك أجاويدو السّواَسيِو
10- أَبو جَنْقُور في فَاشر مَاعندوُ رأىَ
11- نَعالَ بِقديد ولاَ مَرَا بوليد
12- سَفْر خَرِيْف وأكل تَفَاتِيف وجِيْزة بِنىّ لَفيِف كُله منّو أقِيف
13- شَدَره كَان هُوزَزَتْ ولاَ وِحيْدو يا هَبُوبَاي يا أبلاى
14- أُم سَلمبويّتى ولا كدكاى زول
15- الرِجَال دَنَاقِر ما كُبر عَناقِر
16- جَراداى في سروال مَا بَعضى إلاّ قُعَادوا ما حِلو
17- ألْمى حَار مَا لِعبْ قُعُونْج
18- مِسكِين جُدلاى دَربْ
19- أمُ جُركُمه مابِتَاكل دَرتين
20- الجِعَان مابستَحمْل فَورةَ البُرمه
21- أخيّك كَان زَيَنو بِلى راَسك
22- الْمره بِدُقُوها باختا
23- الجَمل ما بَعْرفي عَوجَةْ رَقبْتَو
24- اَبَلاى بِرقَبْتُو بَربطُو في صُلبو مَالو
25- بَليلَة مباشر ولا ضبيحة مُكَاشر
26- بَعاين في الفيلِ وَبطعَنْ في ضُلو
27- أمْبُلَيتيتى ولا تَقلية زُول
28- دَابَى كَان في خَشْمُو جَراداى مَا بَعَضِى
29- كِلاب كانَ داوَسُو بَختْ أرنب
30- ما تعضى حَلوفُ وتملأ خَشمك صُوف
31-زرع درب وتَربى كلب وهامل دار غرب عشانهم ما تنكرب
32- تربى كدايس وتردد حدايث وجيزة عجايز كلو نقايص في نقايص
33- العندو بخور بنشم
34- تِلصق طين في كِرعين ما بَبقى نِعلين
35- عِيال كان سَكتُوا يا غدرُوا يا شرُدوا
36- أهلكَ كان كلابَ بنبحوا كُلو أنبحْ معاهم
37- حِيلك كان دابِى كُلو أربطىِ في صُلبك
38- السنُون عُضام والبُطون بُرام
39- كم فاتوكَ في الذنب إزوِج مرتينَ وربىّ كلب
40- تِجخِجِخ سُنون بجيب دم
41- اللَحم بدمَو والِبنية بِشَمو
42- تِنَقه سخانُه في زِرع
43- أبياناً باينَ ولا جوداً مُلخلخ
44- العندوُ أويَش في دَهره ما بِكتلي نار

من امثال دارفورالمضحكة
يحكى ان اثنين اصحاب اسحاق وابكر كان يسكنون في قطيه واحده وكل واحد عندو زاد معين اسحاق عندو خميس طويرة
وابكر عندو قرعــة روب فاسحاق كان بشرب من روب ابكر من غير علم ابكر فكان بستغرب من كمية الروب كل يوم تقل
فمرة صادف اسحاق بشرب من الروب قال ليهو ليه تشرب من روبي فكان اسحاق يحلف بالله انو ما شرب خالص
واثر الروب في خشمو قال ليهو ابكر البسمعى حليفتك يصدقيق والبشوفي خشيمك يدي ربك العجب.
وصار المثل يضرب لمرتكب الجريمة وينكر ذلك واثر الجريمة مترتب عليه.

ابتهال التجاني
يأوى الفتى في الارض مأتة منزل وحنينه ابدا لاول منزل